>بحيرة دموع بقلم مصطفى الطنطاوي
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
بحيرة دموع بقلم مصطفى الطنطاوي
من طرف ملاذ الروح الإثنين 11 أبريل 2011, 5:36 pm
بحيرة دموع
سرت في الطريق ذاته الذي كنت أسير فيه عند كل لقاء يجمعني بها ولكن فارق كبير أحسه و ألحظه ففي كل مرة كانتا قدماي تتسابقان لكي تريني كلا منهما خيرا وتشعرني بفضلها أنها هي التي وصلت بي أولا ولكن في هذه المرة أحسست أن قدماي لا تقدران علي حملي وتتبطأن الخطي إلي بغيتي وكأنهما يحسان كما أحس بصعوبة اللقاء هذه المرة ولا تريد أي قدم منهما أن أذكرها بشر أنها هي التي أوصلتني إلي من كانت محبوبتي أو إلي من لا تزال محبوبتي .
ولكني في النهاية وصلت إليها ونظرت في عينيها فوجدتهما ليستا بعينيها فشتان بين تلك المقلتين المليئتين بالحب والوفاء وبين هاتين العينين المكتظتين بالغدر والغش والخداع.
فألقيت عليها سلاما فردته علي وأخذت تقول كلاما كثيرا أظنها إستغرقت فيه ساعة أو ساعة ونصف ولا أعرف أين كانت أذني أو أين ذهب عقلي أثناء حديثها ولكني انتبهت إليها وهي تكاد تنهي حديثها وتقول هذا قدرنا ولابد من الإفتراق.
ووقعت هذه الكلمة علي قلبي وقع الصاعقة علي قوم ثمود فقد كادت تودي بحياتي لولا توقعي لها وتفكيري كثيرا في كيف يكون رد فعلي حينها .
ثم استطردت قائلة هل أحضرت معك متعلقاتي وهداياي إليك ؟
فأومأت برأسي وأعطيتها الحقيبة التي كانت بيدي وكأني أستقطع جزا من لحمي وعظمي ولكن هذه هي الحقيقة .
وقد أعطتني ما أهديتها إياه من هدايا وما كتبت فيها من شعر ولها من كروت بمناسبة وبغير مناسبة فمددت يدي و أخذتها وكأني أخذ طلقة في صدري فتثقبه وأغادر علي إثرها وأرحل عن هذا الكون الذي تعيش هي فيه هذا الكون الذي كنت يوما لا أريد العيش فيه إلا لها ولأجلها.
ثم استدرت ونويت مغادرة المكان فسمعت صوتا يشبه صوتها لا والله إنه صوتها وكأن روحي عادت إلي جسدي من جديد وأخذ قلبي يضخ الدم في الشرايين ويعيد الحياة إليّ .
وحينئذ أحسست أن الدنيا كل الدنيا لاتسعني وتسع فرحتي ومهجتي .
فإستدرت إليها وأخذت أحوم بخيالي في أثناء استدارتي إليها كيف ستقابلني هل ستحتضني حضنا عميقا طويلا لن ينتهي إلا في الصباح يذوب معه كل جليد بيننا أم ستمطر مقلتاها وعيناي دموعا حتي تنضب من حولهم الأنهارأم ستبتسم إبتسامتها المعهودة وترتسم علي وجهها فرحتها المالوفة عند لقائي ثم نجلس سويا حتي الصباح نتحدث عن حلو الذكريات الماضية وجمال اللحظة الانية وعن المستقبل وما يخفيه لنا من شروق وسرور أم ....
أم.... أم.....
ولكنني سمعت كلمة فور إستدارتي إليها وكأني أسمع صوت النفخ في الصور .
فقالت لي في كل هدوء عفوا نسيت أن أعطيك هذا القرط فهل تضن علي به أم تتركه لي ليمثل ما تبقي لي منك .
ولا أعرف ماذا كان ردي عليها أو كيف عدت إلي المنزل أو متي؟
ولكنني وجدت نفسي علي سريري في الصباح التالي و قد تحول إلي بحيرة من الدموع وكأنني دون وعي أو إرادة مني أحببت أن أغسل بتلك الدموع وامحو بها هذه الفترة من عمري وأطهر بدموعي نفسي وحياتي.
سرت في الطريق ذاته الذي كنت أسير فيه عند كل لقاء يجمعني بها ولكن فارق كبير أحسه و ألحظه ففي كل مرة كانتا قدماي تتسابقان لكي تريني كلا منهما خيرا وتشعرني بفضلها أنها هي التي وصلت بي أولا ولكن في هذه المرة أحسست أن قدماي لا تقدران علي حملي وتتبطأن الخطي إلي بغيتي وكأنهما يحسان كما أحس بصعوبة اللقاء هذه المرة ولا تريد أي قدم منهما أن أذكرها بشر أنها هي التي أوصلتني إلي من كانت محبوبتي أو إلي من لا تزال محبوبتي .
ولكني في النهاية وصلت إليها ونظرت في عينيها فوجدتهما ليستا بعينيها فشتان بين تلك المقلتين المليئتين بالحب والوفاء وبين هاتين العينين المكتظتين بالغدر والغش والخداع.
فألقيت عليها سلاما فردته علي وأخذت تقول كلاما كثيرا أظنها إستغرقت فيه ساعة أو ساعة ونصف ولا أعرف أين كانت أذني أو أين ذهب عقلي أثناء حديثها ولكني انتبهت إليها وهي تكاد تنهي حديثها وتقول هذا قدرنا ولابد من الإفتراق.
ووقعت هذه الكلمة علي قلبي وقع الصاعقة علي قوم ثمود فقد كادت تودي بحياتي لولا توقعي لها وتفكيري كثيرا في كيف يكون رد فعلي حينها .
ثم استطردت قائلة هل أحضرت معك متعلقاتي وهداياي إليك ؟
فأومأت برأسي وأعطيتها الحقيبة التي كانت بيدي وكأني أستقطع جزا من لحمي وعظمي ولكن هذه هي الحقيقة .
وقد أعطتني ما أهديتها إياه من هدايا وما كتبت فيها من شعر ولها من كروت بمناسبة وبغير مناسبة فمددت يدي و أخذتها وكأني أخذ طلقة في صدري فتثقبه وأغادر علي إثرها وأرحل عن هذا الكون الذي تعيش هي فيه هذا الكون الذي كنت يوما لا أريد العيش فيه إلا لها ولأجلها.
ثم استدرت ونويت مغادرة المكان فسمعت صوتا يشبه صوتها لا والله إنه صوتها وكأن روحي عادت إلي جسدي من جديد وأخذ قلبي يضخ الدم في الشرايين ويعيد الحياة إليّ .
وحينئذ أحسست أن الدنيا كل الدنيا لاتسعني وتسع فرحتي ومهجتي .
فإستدرت إليها وأخذت أحوم بخيالي في أثناء استدارتي إليها كيف ستقابلني هل ستحتضني حضنا عميقا طويلا لن ينتهي إلا في الصباح يذوب معه كل جليد بيننا أم ستمطر مقلتاها وعيناي دموعا حتي تنضب من حولهم الأنهارأم ستبتسم إبتسامتها المعهودة وترتسم علي وجهها فرحتها المالوفة عند لقائي ثم نجلس سويا حتي الصباح نتحدث عن حلو الذكريات الماضية وجمال اللحظة الانية وعن المستقبل وما يخفيه لنا من شروق وسرور أم ....
أم.... أم.....
ولكنني سمعت كلمة فور إستدارتي إليها وكأني أسمع صوت النفخ في الصور .
فقالت لي في كل هدوء عفوا نسيت أن أعطيك هذا القرط فهل تضن علي به أم تتركه لي ليمثل ما تبقي لي منك .
ولا أعرف ماذا كان ردي عليها أو كيف عدت إلي المنزل أو متي؟
ولكنني وجدت نفسي علي سريري في الصباح التالي و قد تحول إلي بحيرة من الدموع وكأنني دون وعي أو إرادة مني أحببت أن أغسل بتلك الدموع وامحو بها هذه الفترة من عمري وأطهر بدموعي نفسي وحياتي.
ملاذ الروح- المدير العام
- عدد المساهمات : 154
تاريخ التسجيل : 11/04/2011 -
رد: بحيرة دموع بقلم مصطفى الطنطاوي
من طرف نور الهدى الجمعة 29 أبريل 2011, 6:11 am
قصة رااائعه اخي
سلمت اناملك ودام ابداعك ونبض عطائك
دمت ودام رقي قلمك
نور الهدى- عضو
- عدد المساهمات : 12
تاريخ التسجيل : 13/04/2011
رد: بحيرة دموع بقلم مصطفى الطنطاوي
من طرف محمود موسى الإثنين 02 مايو 2011, 3:41 am
ولكنى انتبهت إليها وهي تكاد تنهي حديثها وتقول هذا قدرنا ولابد من الإفتراق
ووقعت هذه الكلمة علي قلبي وقع الصاعقة علي قوم ثمود .
أخى الغالى وأستاذى الكبير / ملاذ الروح
تألقت فى هذا التعبير تألق ليس له حدود وأنت تصف الوداع بهذا الوصف الشديد
الوداع أصعب كلمة ينطقها العشاق كلمة تحمل في طياتها دموع وآلام وآهات
فإذا كان الوداع صعباً فالفراق أصعب لأن في الوداع يودع المحب محبوبه
ويكونان على علم الى أين سيتجهان أما الفراق أأأأأأأأأأأه من الفراق فهو ياتى فجأه وبدون سابق إنذار
فيعيش الطرفان في عذاب متواصل
أخى الحساس صاحب الكلمات المتميزه
اابداع رائع وكلمات ولا اروع منها تألقت فى الطرح والوصف والسرد
لك منى كل الحب والتقدير والإحترام
ولا تحرمنا من جديدك
ووقعت هذه الكلمة علي قلبي وقع الصاعقة علي قوم ثمود .
أخى الغالى وأستاذى الكبير / ملاذ الروح
تألقت فى هذا التعبير تألق ليس له حدود وأنت تصف الوداع بهذا الوصف الشديد
الوداع أصعب كلمة ينطقها العشاق كلمة تحمل في طياتها دموع وآلام وآهات
فإذا كان الوداع صعباً فالفراق أصعب لأن في الوداع يودع المحب محبوبه
ويكونان على علم الى أين سيتجهان أما الفراق أأأأأأأأأأأه من الفراق فهو ياتى فجأه وبدون سابق إنذار
فيعيش الطرفان في عذاب متواصل
أخى الحساس صاحب الكلمات المتميزه
اابداع رائع وكلمات ولا اروع منها تألقت فى الطرح والوصف والسرد
لك منى كل الحب والتقدير والإحترام
ولا تحرمنا من جديدك
محمود موسى- مستشار المنتدى
- عدد المساهمات : 120
تاريخ التسجيل : 01/05/2011
الموقع : http://gamayaka.maktoobblog.com/ -
رد: بحيرة دموع بقلم مصطفى الطنطاوي
من طرف القط المشاكس الأربعاء 11 مايو 2011, 5:37 am
روعة
تسلم الايادي
تسلم الايادي
القط المشاكس- عضو جديد
- عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 13/04/2011
رد: بحيرة دموع بقلم مصطفى الطنطاوي
من طرف مروج العطاء الثلاثاء 24 مايو 2011, 12:39 pm
يطلق قلبي زفرة وشهيق ألماً وحزناً ...
وعندما أقرأ قصة فراق بين حبيبين ...
من الماضي الجميل و الحب الخالد
في قلوب أحبت بصدق
ولكن يد القدر اعلنت مراسيم الفراق
فاعلن قلبك مراسيم الحداد
لحب دفن في اجندة الذكريات
*************
اجتاحت كلماتُك وجداني ..
وقامت بتذويب جليد مشاعري ..
وعشتُ أنا للحظات بين أحضانِ كلماتك..
عشتُ بين حـروفك .. أُسقى من حنيــن مشاعرك ..
عشتُ بين حـروفكِ .. لأتذوق حـلاوة مشاعرك ..
ورغم عيشي بينها مُجرد دقائق
إلا أنها كانت من أجمــل اللحظـات !!
حماك الله من كل سوء ..
لاحرمنا من نبضك ..
ودمت برعاية الرحمن..
وعندما أقرأ قصة فراق بين حبيبين ...
من الماضي الجميل و الحب الخالد
في قلوب أحبت بصدق
ولكن يد القدر اعلنت مراسيم الفراق
فاعلن قلبك مراسيم الحداد
لحب دفن في اجندة الذكريات
*************
اجتاحت كلماتُك وجداني ..
وقامت بتذويب جليد مشاعري ..
وعشتُ أنا للحظات بين أحضانِ كلماتك..
عشتُ بين حـروفك .. أُسقى من حنيــن مشاعرك ..
عشتُ بين حـروفكِ .. لأتذوق حـلاوة مشاعرك ..
ورغم عيشي بينها مُجرد دقائق
إلا أنها كانت من أجمــل اللحظـات !!
حماك الله من كل سوء ..
لاحرمنا من نبضك ..
ودمت برعاية الرحمن..
مروج العطاء- نائب المدير العام
- عدد المساهمات : 326
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
الموقع : http://shwgy.com/vb/index.php
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى